فازت قناة "بي إن سبورت" (الجزيرة الرياضيّة سابقاً) بالحقّ الحصري لنقل مباريات كأس العالم لكرة القدم، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مقابل عقود مالية تمتدّ حتى العام 2022. فإلى جانب منح الاتحاد الدولي لكرة القدم القناة حقّ بثّ كأس العام في البرازيل الصيف المقبل، نالت أيضاً حقوق بثّ الحدث من روسيا العام 2018، ومن قطر العام 2022. وكانت القناة القطرية نالت دعم الـ"فيفا" بعد التشويش على نقلها مباريات المونديال العام 2010، وخصوصاً بعد صدام القناة مع الجزائر نتيجة النقل الحصري لمباراة منتخبها الوطني الفاصلة في تصفيات كأس العالم، ما أوصل الطرفين إلى المحاكم. ويؤكد مدير القناة ناصر الخليفي أنّ "التغطية الإعلامية لبطولة كأس العالم في البرازيل ستكون مُتميزة وتاريخية، وهناك خدمات ومفاجآت كبيرة تنتظر المشاهد".
إذاً، باتت القناة تحتكر بثّ الأحداث الرياضيّة كافةً، عبر التلفزيون والإنترنت والهاتف والأقمار الاصطناعية والكايبل. تسيطر "بي إن سبورت" على حقوق عرض الأحداث الرياضيّة العربية والعالمية في المنطقة، وتثبت في كلّ مرّة جدارتها في هذا المجال. ولا يمكن في هذا السياق، لوم القناة القطرية على "طمعها"، إذ أنّها تتمتّع بالمواصفات التقنيّة والمهنيّة اللازمة، لنقل المباريات بشكل لائق. كما أنّ قضيّة الاحتكار ليست محصورة بـ"بي إن سبورت" وحدها. ففي فرنسا على سبيل المثال تحتكر "كانال بلوس" نقل البطولات الأوروبية الكبرى، كما أن الأمر ذاته ينطبق على بريطانيا حيثُ لـ"سكاي سبورت" الحصة الأكبر من الأحداث الرياضية.
في المقلب الآخر، تبدو الإمارات غير راضية عن سطوع نجم قطر الرياضي في العالم. فقد تمكّنت قنوات "أبو ظبي الرياضية" من الحصول على حقوق بث تصفيات كأس العالم 2018، وتصفيات كأس أوروبا 2016، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. لكنّ ذلك لا يتعارض مع مصالح "بي أن سبروت"، إذ أنّها لا تزال المالك الحصري لنقل البطولتين كاملتين. لكن يبدو أن المنافسة القطرية والإماراتية ستشتعل في المستقبل، والحديث هنا عن بطولة كأس العالم 2026. ولكن لا يزال من المُبكر الحديث عن أروقة الصفقات المحيطة بتلك البطولة، في الوقت الراهن.
الكرة اليوم في ملعب "بي إن سبورت"، بعدما باتت تتحكم بأبرز الأحداث الرياضية العربية والدولية. فالتغيير الكبير الذي طال القناة القطرية من ناحية الانفصال عن شبكة "الجزيرة"، لم يقتصر على تحديث الشعار وتغيير الاسم. الحقيقة، أنّ الانفصال عن الشبكة الأمّ، كان أشبه بدقّ ناقوس الخطر بالنسبة للقنوات الرياضيّة الأوروبية والعالمية. ويأتي ذلك في ظلّ خوف من توسع القناة وإزاحة قنوات رياضية عريقة في العالم أمثال "كانال بلوس" و"سكاي سبورت" و"إي س بي أن". وعندها لن تنحصر المعركة الرياضية على أرض الملعب بل ستنتقل إلى كواليس الشاشات، بحثاً عمّن يحصد أكبر عدد من المشاهدين في العالم.


%2B(1).png)
0 التعليقات: